ملخص كتاب الجين الاناني

الآن لم نعد تماما جاهلين بكل هذا, فلنوضح الامر أكثر … بالتأكيد لا تملك الجين دماغا صغيرا بداخلها يعلمها ما يتوجب عليها فعله لتعيش, فالمرأة البدائية لم تكن تملك ذلك الفهم المتطور للاحصائيات عندما قررت أن التضحية بنفسها من اجل اولادها وتفهم انها فكرة جيدة. هذا كله مبني على ما فعلوه, ولكن تبنين أن مافعلوه كان له تاثير ايجابي كبير على التطور

وهكذا من خلال الانتقاء الطبيعي تمكنوا من البقاء. هذا كل ما في الأمر. إذا ما هي الخلاصة من هذا كله؟

الخلاصة أن جيناتنا أنانية ولولا ذلك لما كنا هنا, اننا عبارة عن عربات (مركبات) بالنسبة لهذه الجينات تستخدمها لتنقل نفسها بواسطتنا إلي المستقبل وليس لديها مشكلة في التخلص منا عندما نصبح عديمي الفائدة لها

طبعا, الوصول لهذه الخلاصة ليس بالشييء الذي يبعث على السعادة و الاطمئنان, كما انها تثير غضب الكثيرين, فالناس غاضبون من الكتاب ومن ريتشارد دوكينز نفسه

انهم يصيحون هل هذا ما تريده يا ده دوكينز؟ الداروينية الإجتماعية؟ هل هذا فعلا ما تريده؟ أن بعض القراء حتى من الممكن أن تغضبهم هذه المقالة

لكن في الواقع, لا أنا وعلى ريتشارد دوكينز نريد العيش في مجتمع تحكمه الداروينية بل نحن ببساطة نقدم معلومات واقعية, ولا يهم إن اعجبتك حقيقة أن الرجل الذي يخون زوجته بقدر ما يستطيع سيملك فرصة افضل لنشر جيناته, لانها ببساطة حقيقة سواء أعجبتك ام لا

لكن كيف نستطيع مقاربة هذه الحقائق وماذا نتعلم منها؟

اولا .. علينا البدء بمواجهة الواقع … فالواقع ليس جميلا, نحن مبرجون لنخون, ومبرجون لاكل كميات كبيرة من السكر, عليك أن تفهم مع ماذا تتعامل أن كنت تريد مواجهته. لن يساعدك الغضب والصراخ “أنا لست مبرج لاكل السكر” لانه عندما نقدم لك الحلوي ستأكل كمية زائدة من السكر مثل الجميع. إذا أول شيئ هو واجه الواقع

اثنان .. نحن محظوظون جدا لكوننا بشر

فلا يمكنك التوقع من طائر مثلا أن يحترم التزامه تجاه زوجته ولا يقوم بخيانتها, لانه عندها سيخرج عما هو مبرمج على فعله. لكن نحن البشر لدينا القدرة! القدرة على أن الوقوف ضد ما نحن مبرمجون على عليه, وهذا لا يعني بالضرورة أن معظم الناس سيقفون ضده, ولكنه حتما ممكن

معظم الناس لن يقدروا على مواجهته, كالرغبة باكل السكر عند اغرائهم به, ولكني ايضا املك كثير من الاصدقاء الذين يقاومون اكل الكعكة في كل مرة تقدم لهم

هناك سوأل آخر اتعرض له كثيرا وهو: متى سانجب أطفالا؟

ودائما يكون جوابي انني لست متأكدا ان كنت سانجب أطفالا ام لا, لأ اعلم إن كنت اريد لعب اللعبة التي برمجت للعبها, والتي هي انجاب الاطفال حتى تتمكن جيناتي من البقاء, أو أن اصنع لعبتي الخاصة, ومعظم الناس يصدمون لسماع هذا, كيف يعقل أنك لا تريد أطفالا؟ ماذا بك؟

إنه أمر عظيم أن توجد مثل ردود الافعال القوية هذه وإلا كنا انقرضنا الآن, لكن من الممكن أن يكون لدي اطفال ومن الممكن لا, أنا ببساطة لا اعلم بعد .. لكن لا اريد لذلك أن يتم تحديده وفق ما أنا مبرمج لفعله وهو السبب وراء مجيئنا جميعا لهذا العالم

اذا مجددا لديك أمران : أولا .. تقبل حقيقة الانتقاء الطبيعي فالغضب منها لن يساعدك أبدًا. انثنان .. ادرك أنك في غاية الحظ لكونك انسان, لقد تمت برمجتك لتسلك سلوك معين لكن بامكانك أن تثور عليه حتى لو كان هذا غاية  في الصعوبة لأنك ستكون بمواجهة ملايين السنوات من التطور. أخيرًا .. لا تاخذ هذا كتشجيع لتكون شخصا سيئا أو لبناء عائلة أو مجمتع حول مبدأ الداروينية الاجتماعية, لان ذلك سيجعلك غالبا شخص تعيس ولكن بالطبع جيناتك ستكون فخورة جدا بك

و اقتباسا لريتشارد دوكينز “أنا لا ادعو لأخلاقيات مبنية على التطور. أنا فقط اقول كيف تطورت الاشياء. أنا لا اقول كيف على البشر أن يتصرفوا اخلاقيا. أنا أوكد على هذا, لانني اعلم ان هناك خطورة بان افهم خطأ من قبل هؤلاء الاشخاص الذين لا يستطيعون التمييز بين عبارة تعبر عما اعتقده واقعا, وبين تأييد لما يجب ان يكون واقعا”

كلمة اخيرة من الكاتب مانيتون .. أن هذا المقال لا يغني قراءة الكتاب وفهم معانيه, هذه هي محاولة بسيطة لجذب انتباهك لهذا الكتاب وفهم بشكل عام ما سيقوله لك .. يمكنكم زيارة هذا الموقع أيضًا لقراءة الكتاب بالعربية كما ننصحكم بزيارة كتاب د. محمد شاور “حوار مع أستاذي المؤمن” لما به من أفكار عظيمة