تاريخ موجز لكل شيء تقريبا

ترجمة عمر بن العاص

هذه محاولة لترجمة كتاب من الكتب المفضلة لدي. الكتاب هو تاريخ موجز لكل شيء تقريبا “A short history of nearly everything” الكاتب هو بيل برايسون Bill Bryson. وهو اصلا كاتب كتب رحلات وكتب تهتم باللغة الإنجليزية من حيث نشأتها وتطورها. لكن ما يميز هذا الكاتب هو أسلوبه السلس البسيط، وفي نفس الوقت المعبر القادر على ايصال المعلومة بأدق ما يمكن في كتاب مبسط للعلوم. الكتاب يتحاشي بمهارة الفخ الذي يسقط فيه العديد من كتاب العلوم – حين يكتبون كتب مبسطة للعامة غير المتخصصين – وهو أنهم يبسطون الأمر لدرجة توصلهم إلى إيصال معلومات غير صحيحة إطلاقا. ولا يراعون أن يوصلوا للقاريء أن التشبيه هو مثال يوضح ظاهرة في الطبيعة وليست الشيء نفسه، وأكثر الامثلة شهرة على هذا هو شرح التركيب الداخلي للذرة التي يتخيله معظم العامة على أنها كرات صغيرة مثل بلي الأطفال تجري حول كرة أكبر منها بينما كما سنري فيما بعد داخل الكتاب فإن هذا غير صحيح إطلاقا. المهم و حتي لا أطيل أترككم مع الكتاب نفسه الذي أرجو أن أكون نجحت في الإحتفاظ ببعض من الإسلوب الساحر للكاتب الذي يجمع بين الجدية والنكتة والوضوح والعمق في آن واحد.

هناك مشكلة أساسية واجهتني عند البدء في التصدي لهذه الترجمة وهي كيفية التصرف فيما يتعارض مع الدين فكما ستلاحظون أولا يتبني الكتاب نظرية التطور العضوي التي وضع داروين أسسها رغم أنها تغيرت كثيرا منذ وضعها. وتعارضها الواضح مع ديننا, حتي اللحظة الاخيرة كنت قررت أن أمارس موقف منافق إلى حد ما وهو إعلان أني سأمارس موقف حيادي بمعني أني أعرض وجهة نظر كاتب الكتاب رغم أني لا أؤمن بها. لكني في ظلام قبل النوم واجهت نفسي بما أعرفه بأن هذا الكلام ليس صحيحا لأني أؤمن بالتطور في نفس الوقت الذي أؤمن فيه بالإسلام و بأن الإنسان خلقه الله. كيف؟ الحقيقة أني أؤمن بالتطور على أنه نظرية غير مكتملة. النظريات في البيولوجيا بالذات تتغير كثيراً والفائدة الوحيدة لأية نظرية هي أنها تصنع تنبؤات تفيدنا في أن نحسب تصرف الطبيعة من جسيمات وكائنات وغيرها، وفي هذا المجال خدمتنا نظرية التطور كثيراً في تفسير بعض الظواهر لذا أؤمن بها كما آمن علماء مسلمين كثيرون في وقت ما بأن الشمس تدور حول الأرض، ثم تبين خطأ هذا وفهم العلماء أن القرآن لم يقل هذا.

لا أعني بهذا أني أري أن القران يتماشي مع التطور، كل ما أعنيه هو أن النظرية الغرض منها تفسير بعض الظواهر وقد تنجح وقد تفشل. إلى الآن علمياً لا نملك نظرية أفضل من هذه حالياً، وربما يأتي اليوم الذي تأتي فيه نظرية تتماشي مع التفسير العلمي للإسلام قريباً.

المقدمة

مرحباً, أهنئكم على سلامة الوصول. كم أنا سعيد لتمكنكم من الحضور. وصولكم هنا لم يكن سهلاً، بل إني أعتقد أنه أصعب مما تظن.

أولاً لكي تكون أنت هنا يجب على تريليونات من الذرات الهائمة أن تتجمع في تشكيل غريب وفريد لكي تكون ما تعارفنا على أن نطلق عليه أنت. إنه تركيب مميز وفريد لدرجة أنه لم يحدث من قبل ولن يوجد إلا مرة واحدة. لسنوات عديدة قادمة (نأمل في ذلك) ستتعاون هذه الذرات في بلايين من النشاطات التعاونية التي تحافظ على وجودك وعلى استمتاعك بالشعور الممتع والذي قلما ما يقدره أحد كما يجب والذي يعرف بالحياة.

السبب الذي من أجله تقوم الذرات بهذا النشاط محير. أن تكون الذرات جزء منك هي تجربة ليس لها عائد على المستوي الذري. بالرغم من كل الجهود المخلصة التي تبذلها ذراتك فإنها لا تهتم حقا بك؛ إنها حتي لا تعرف أنك موجود. إنهم حتي لا يعرفون أنهم موجودون. إنها مجرد ذرات غير واعية، وليست حية. ومن الغريب أن تفكر أنك إذا فككت نفسك ذرة ذرة فإنك ستنتج سحابة من الذرات التي لا توجد منها ذرة واحدة حية إلا أنه كتجمع كون كائن حي هو أنت. لذا فإنها وللفترة التي تمتد فيها حياتك فإن هذه الذرات ستستجيب لغريزة واحدة لا تقاوم، وهي أن تبقيك كما أنت.

الخبر السيء هو أن زمن إخلاص الذرات قصير، حتي بالنسبة لحياة بشرية طويلة فإنها لن تتجاوز 650000 ساعة. وعندما تمر هذه اللحظة المتواضعة, فإنه و لأسباب غير معلومة ستبدأ ذراتك بإنهاء وجودك وتتفكك بهدوء ثم تذهب لتصير أشياء أخرى.

مع هذا لك أن تبتهج أن هذا حدث من الأساس. لأنه (يحدث)عامة في أنحاء الكون هذا لا يحدث طبقا لما نعرفه حاليا. هذا شيء غريب نوعا ما لأن الذرات التي تصنع كل الكائنات الحية على سطح الأرض هي نفس الذرات التي لا تفعل هذا في باقي أنحاء الكون. على مستوى الكيمياء فالحياة شيء عادي جداً، الكربون والهيدروجين والأكسجين والنيتروجين وقليل من الكالسيوم، وقليل من الفسفور وكميات أقل كثيراً من عدة مواد أخرى – مواد تجدها في أي صيدلية عادية- هو كل ما تحتاجه. كل ما يميز الذرات التي تتكون أنت منها هو أنها تكونك، هذه هي طبعا معجزة الحياة.

بغض النظر عما إذا كانت الذرات تكون الحياة في أماكن أخرى في الكون فإنها تكون أشياء أخرى عديدة، بل إنها تصنع كل شيء. بدونهم لن يكون هناك ماء ولا هواء ولا صخور ولا نجوم ولا كواكب ولا سحب غاز في أعماق الكون ولا أي شيء آخر مما يجعل الكون مليئا بالاشياء المادية.

إن الذرات كثيرة جداً وموجودة في كل مكان لدرجة أننا ننسي أنها ليست مجبرة على أن توجد. لا يوجد قانون يحتم على الكون أن يمتليء بذرات صغيرة من المادة أو أن تصنع الضوء والجاذبية والقوي الأخرى التي تحكم العلاقة بين هذه الذرات. الكون نفسه ليس مجبرا على الوجود, ولوقت طويل جداً لم يكن هناك كون، لا ذرات ولا فضاء لتوجد فيه. لم يكن هناك أي شيء في أي مكان.

لذا فإننا ممتنون لوجود الذرات، لكن وجود الذرات وأنها تشارك في وجودك مجرد جزء من وجودك هنا. لكي تكون هنا حيا وذكيا بما يكفي لتدرك هذا في القرن الواحد والعشرين، فإنك أيضاً تتمتع بنتائج سلسلة غير عادية من الحظ الحسن جداً بيولوجيا. البقاء والإستمرار على الأرض ليس بالسهولة التي نتصورها. إنه لشيء غريب أن نتامل أننا نأتي من كوكب يتميز بقدرة رائعة على تشجيع نمو الحياة ولكنه يتميز بقدرة أعظم على إنهائها. متوسط عمر أي نوع من أنواع الكائنات هو أربعة ملايين سنة لذا إذا كنت تريد أن تبقي لبلايين السنين يلزم عليك أن تكون مستعدا لكي تغير كل شيء يتعلق بك, شكلك وحجمك ولونك وجنس الكائنات الذي تنتمي إليه بإختصار كل شيء، وأن تفعل هذا مرارا. لكي تنتقل من كونك كتلة من بلازما أولية بدائية إلى إنسان واعي وقائم توجب عليك أن تكتسب طفرات عديدة في أوقات محددة بدقة على مدار فترة طويلة جداً من الزمن. لذا فخلال ال 3.8 بليون سنة الأخيرة كان عليك أن تنتج الأكسجين ثم تتغذي عليه، أن ينمو لك زعانف ثم أطراف، أن تضع البيض، أن تشق الهواء بلسان مشقوق، أن تكون رشيقا ثم تكون ذو فراء. أن تعيش تحت الأرض وأن تعيش في الأشجار. أن تكون كبيراً كالوعل ثم صغيراً كالفأر، وملايين من الأشياء الأخرى. أي تغيير مهما كان صغيراً في هذه الطفرات التطورية وكان من المحتمل أن تكون الآن تمتص الأكسجين من فتحة في قمة رأسك, ثم تغطس ستين قدما تحت المحيط لتأكل مئات من ديدان الرمل التي كانت ستبدو لك شهية.

ليس فقط لأن حظك جعلك جزء من سلسلة تطورية مميزة ولكنك أيضا تمتعت بحظ يبلغ حد المعجزة في جدودك. تخيل أنه لمدة 3.8 بليون عام وهو زمن أقدم من أعمار الجبال والأنهار والمحيطات، كل واحد من أجدادك كان جذاباً بشكل كاف لكي يجد زوجة، صحيحاً بشكل كاف لكي يتناسل ويتمتع بحظ كاف لكي يعيش لفترة كافية ليفعل كل هذا. لا يوجد واحد من أجدادك تم فرمه أو أكله أو غرق أو مات من الجوع أو جرح في وقت غير مناسب أو منع لأي سبب آخر من أن يوصل دفعة صغيرة من المادة الوراثية للرفيق المناسب في الوقت المناسب لكي يبدأ سلسلة الأحداث التي تؤدي في النهاية إلى وجودك أنت.

هذا الكتاب عن كيفية حدوث هذا أو بالأخص عن كيف إنتقلنا من لا شيء إلى وجود شيء ما. و كيف تحول جزء صغير من هذا إلى نحن. و أيضا بعض مما حدث بين هذين الحدثين ومنذ الحدث الأخير. هذا طبعا كمٌ كبيرٌ لنغطيه ولهذا يطلق على هذا الكتاب التاريخ الموجز لكل شيء تقريباً؛ بالرغم من أنه ليس كذلك، بل إنه لا يمكن أن يكون كذلك. لكن بقليل من الحظ عندما ننتهي سنشعر أنه كذلك.

بالنسبة لي بدأ كل شيء بكتاب علمي مصور والذي كان مقرراً على في الصف الرابع أو الخامس. كان كتاباً تقليدياً من الكتب المقررة في الخمسينيات، ضخم وكئيب المنظر. ولكن في أوله كان هناك رسم حذب إنتباهي بشدة: رسما يوضح ما يوجد في أعماق الأرض بأن يظهر الأرض وكأنها كرة تم قطع ربعها وإزالته بحيث تظهر الطبقات الداخلية لها.

إنه من الصعب أن اتخيل أنه كان هناك وقت لم أكن قد رايت فيه هذا الرسم ولكن من الواضح أني لم أكن فعلت لأني أذكر أنه استرعي إنتباهي بشكل كبير. لكي أكون صريحا أعتقد أن إهتمامي الأول هو تخيلي لمجموعات من القطارات و العربات التي تحمل الاشخاص عبر سهول أمريكا نحو الشرق والذين يفاجئون بسقطة مفاجئة من على منحدر يمتد بعمق 4000 ميل من أمريكا الوسطي للقطب الشمالي ولكن بعد فترة بدأت أهتم بالرسم إهتماماً علمياً وانتبهت إلى أن الرسم يوضح أن الأرض تتكون من عدة طبقات منفصلة، تنتهي في المركز بكرة من الحديد المنصهر والتي كانت حرارتها تضاهي حرارة سطح الشمس. و أتذكر أني تسائلت باندهاش كيف عرفوا هذا؟ لم اكن أشك في صحة المعلومات لأني كنت ولازلت أميل إلى تصديق ما يعلنه العلماء مثلما أصدق ما يعلنه الجراحون والسباكون وكل من يملكون علماً غامضاً ومقصوراً على جماعة ينتمون إليها. لكني لم أتمكن من تخيل كيف يمكن لعقل بشري أن يعرف ما يوجد على عمق ألآف الأميال تحت سطح الأرض حيث يوجد ما لم تره عين وما لا يمكن أن تصل إليه الأشعة السينية.

بالنسبة إلي كان التوصل لمثل هذه المعلومات يبدو مثل المعجزة، ولا يزال هذا موقفي من العلم إلى الآن.

مملوئاً بالحماس فقد أخذت الكتاب معي للبيت في هذا اليوم – لاحظ أن الاطفال الأمريكين عادة ما يتركون كتبهم بالمدرسة- وفتحته قبل العشاء، وهو ما دعا أمي لتحسس جبهتي للتأكد من أني لست مريضاً. و بدئاً بالصفحة الأولى بدأت بالقراءة.

الغريب في الأمر أن الكتاب لم يكن مثيراً على الإطلاق، بل إنه عموما لم يكن مفهوماً على الإطلاق. و فوق كل هذا لم يجب الكتاب على أي من الأسئلة التي يثيرها مثل هذا الرسم في أي عقل طبيعي. كيف انتهي بنا الأمر بشمس في منتصف كوكبنا؟ وإذا كانت هذه الشمس تحترق بحرارة هائلة في الأسفل فلماذا لا تلتهب الأرض من تحت أقدامنا؟ ولماذا لا تذوب بقية طبقات الأرض الداخلية؟ أم أنها تذوب بالفعل؟ وعندما يحترق كل ما في المركز في النهاية مخلفاً فراغ هل سيسقط جزء من سطح الأرض مالئاً هذا الفراغ تاركاً خلفه فجوة هائلة؟ و الأهم من كل هذا كيف يعرفون هذا (ذلك) كيف توصلوا إليه؟.

لكن كاتب الكتاب ظل صامتاً تماماً فيما يتعلق بإجابات أسئلة كهذه؛ الحقيقة أنه لم يتحدث عن أي شيء غير الفوالق الجيولوجية والطبقات المتتالية، ومكونات كل منها. لقد بدا الأمر لي كما لو أنه كان يرى إبقاء الأمور الممتعة سراً بجعل الموضوع كله غير قابل للفهم. بعد سنوات قضيتها في المدرسة تبين لي أن هذه لم تكن نزعة شخصية لدي كاتب هذا الكتاب. لقد بدي لي وجود مؤامرة عالمية بين كتاب المراجع العلمية على إبقاء كتبهم بعيدة بقدر مأمون عن نطاق الأشياء التي تثير الإهتمام.

إني الآن أعلم أنه هناك وفرة من الكتاب الذين يكتبون كتباً رائعة الوضوح لكن للأسف أي من هؤلاء لم يقم أبدا بكتابة أي كتاب دراسي تعرضت له. كل كتبي الدراسية كتبها رجال (و كانوا دائما رجال) يتشاركون في اعتقاد أن كل شيء يبدو واضحا حين نعبر عنه بإستخدام معادلة رياضية. و أيضا الإعتقاد الخاطيء بأن أطفال أمريكا يقدرون وجود أسئلة في آخر كل باب تقدم بلا إجابات لكي يقضوا معها أوقات فراغهم. على كل فإني نشأت محتفظاً بالإعتقاد أن العلم ممل، وإن ظننت أنه ليس واجباً أن يكون كذلك، لكن على كل لم أفكر فيه كثيراً.

بعد هذا بسنوات – منذ حوالي أربع أو خمس سنوات- كنت على متن طائرة تعبر المحيط الهاديء، ناظراً من خلال النافذة على محيط يضيئه القمر، عندما خطر لي أني لا أعرف أي شيء عن الكوكب الوحيد الذي سأعيش عليه لبقية حياتي. لم أكن أعرف كمثال لماذا المحيطات مالحة بينما البحيرات عذبة، لم أكن أعلم ما إذا كانت درجة ملوحة المحيطات تزداد أم تقل، ولم أكن أعرف ما إذا كانت درجة ملوحة المحيطات هي أمر مهم أم لا. (ويسرني أن أخبركم أنه حتي سبعينيات القرن العشرين لم يكن العلماء أنفسهم يعرفون إجابات بعض هذه الأسئلة, و قد تجاوزوا هذه المشكلة بعدم الحديث عنها بشكل مباشر).

و بالطبع فإن ملوحة المحيطات كانت تمثل قدراً لا يذكر من جهلي. لم أكن أعرف ما هو البروتون ولا البروتين لم أكن أعرف الفرق بين الكوارك والكوازار، لم أكن أعرف كيف يحدد الجيولوجيون عمر الصخور من شكلها ومن طبقات الأرض التي توجد بها، أي ببساطة لم اكن أعرف أي شيء. تملكتني رغبة شديدة في أن أعرف شيئاً عن كل هذه الأمور وأيضا أن أعرف كيف توصل العلماء لهذا. السؤال الثاني كان دائماً يثير العجب لدي كيف يعرف العلماء ماهو وزن الأرض أو عمر الأرض؟. كيف نعرف أين و متي بدأ الكون؟، و كيف يعرفون ما يحدث داخل الذرة، و الأهم من كل هذا أنه أحيانا يبدو أن العلماء يعرفون كل شيء ثم يعجزون عن التنبؤ بزلزال أو حتي إخبارنا ما إذا كان يتوجب علينا أن نأخذ معنا مظلة تحسباً للمطر في اليوم التالي؟.

لذا فقد قررت أن أخصص جزئاً من حياتي – ثلاث سنوات كما أعرف الآن- لقراءة الكتب والأوراق العلمية، وأن أجد عدداً من الخبراء الهادئين ممن لديهم الإستعداد لإجابة أسئلتي التي تبدو غبية. فكرتي كانت أن أرى ما إذا كان من الممكن أن نفهم ونقدر بل، وربما نستمتع بالعلم على مستوى ليس تقني ولكنه ليس سطحياً أيضاً.

كانت هذه فكرتي و أملي، وهذا هو ما خصصت له هذا الكتاب، على أي حال فإن لدينا الكثير لنقوله له، وأقل بكثير من 650000 ساعة لنفعل هذا لذا يجدر بنا أن نبدأ مباشرة.

انضم لاكبر تجمع لللادينيين في الشرق الأوسط

اقرا المزيد

فصول الكتاب

سيتم نشر فصول الكتاب تباعا

شارك المحتوي مع اصدقائك