بنت سومر - ولاده ونسب محمد - الحلقه الثانيه بالمصادر
نستشهد من الأحاديث السابقة ذات المصادر المتعددة أن أبا محمد عبدالله وأمه تزوجا في نفس اليوم الذي تزوج فيه أبوه عبد المطلب مع أخت آمنة وهي هالة التي ستنجب حمزة، وهذا يدل على أن محمد وحمزة يفترض أن يكونا بنفس العمر أو أن محمد يكبره بقليل لأن اباه عبدالله توفي في الأيام الأولى بعد الزواج، لنرى الآن بهذه الأحاديث التالية الفرق العمري بين حمزة ومحمد! وكان مقتل حمزة للنصف من شوال من سنة 3هـ، وكان عمره سبعاً وخمسين سنة، على قول من يقول إنه كان أسن من الرسول محمدٍ بسنتين، وقيل: كان عمره تسعاً وخمسين سنة، على قول من يقول إنه كان أسن من الرسولِ محمدٍ بأربع سنين، وقيل: كان عمره أربعاً وخمسين سنة، وهذا يقوله من جعل مقام الرسولِ محمدٍ بمكة بعد الوحي عشر سنين، فيكون للرسول اثنتان وخمسون سنة، ويكون لحمزة أربعٌ وخمسون سنة، فإنهم لا يختلفون في أن حمزة أكبر من الرسول محمد. المرجع: أسد الغابة ج3 ص295 وهذا الحديث يثبت صراحة على أن حمزة أكبر سناً من محمد بأربع سنوات! فهذا يعني إما أن آمنة حملت بابنها 4 سنوات فعلاً أو أنها أكذوبة وهو مجهول النسب. لكن علماء المسلمين قبلوا برواية الحمل 4 سنوات فنلاحظ الإجابة من الشيخ المنجد برقم 140103 1. أقصى مدة للحمل : هي المدة المعهودة ، وهي تسـعة أشـهر، وبه قال أصحاب المذهب الظاهري . 2. أقصى مدة للحمل : سنَة واحدة ، وهو قول محمد بن عبد الحكم ، واختاره ابن رشد . 3. سنتان ، وهو مذهب الحنفية . 4. ثلاث سنين ، وهو قول الليث بن سعد . 4. أربع سنين ، وهو مذهب الشافعية ، والحنابلة ، وأشهر القولين عند المالكية . 5. خمس سنين ، وهي رواية عن الإمام مالك . 6. ست سنين ، وهي رواية عن الزهري ، ومالك . 7. سبع سنين ، وبه قال ربيعة الرأي ، وهي رواية أخرى عن الزهري ، ومالك. 8. لا حد لأكثر الحمل ، وهو قول أبي عبيد ، والشوكاني ، وقال به من المعاصرين : المشايخ : الشنقيطي ، وابن باز ، والعثيمين. المراجع : ” المحلى ” لابن حزم ( 10 / 316 ) ، ” المُغني ” لابن قدامة المقدسي ( 9 / 116 ) ، ” أضواء البيان ” ( 2 / 227 ) . ونجد هنا معايرة قريش لنسب محمد في صحيح الترمذي وأنه مثل كبوة في الأرض أي بلا نسب: 607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسمعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو ابن نوف. وكذلك معايرته بأبيه لأمه، والعرب لا تفعل ذلك إلا لجهل نسب الرجل من أبيه، نشاهد في تفسير القرطبي لسورة النجم: (وأنه هو رب الشعرى) الشعرى الكوكب المضيء الذي يطلع بعد الجوزاء ، وطلوعه في شدة الحر ، وهما الشعريان العبور التي في الجوزاء والشعرى الغميصاء التي في الذراع ; وتزعم العرب أنهما أختا سهيل . وإنما ذكر أنه رب الشعرى وإن كان ربا لغيره ; لأن العرب كانت تعبده ; فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب ليس برب . واختلف فيمن كان يعبده ; فقال السدي : كانت تعبده حمير وخزاعة . وقال غيره : أول من عبده أبو كبشة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمهاته ، ولذلك كان مشركو قريش يسمون النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة حين دعا إلى الله وخالف أديانهم ; وقالوا : ما لقينا من ابن أبي كبشة ! وقال أبو سفيان يوم الفتح وقد وقف في بعض المضايق وعساكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر عليه : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة . وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم. ونجد هنا في البداية والنهاية لابن كثير أن أهل قريش كانوا يعايرون محمدا بالغلام ولا يطلقها العرب إلا لمجهول النسب أو للعبد! [ص: 325 ] قال معمر: وأخبرنا قتادة ، عن الحسن وغيره فقال : كان أول من آمن به علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة. قال : وأخبرني عثمان الجزري ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : علي أول من أسلم. قال : فسألت الزهري ، فقال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. [ قال معمر : فسألت الزهري ] قال : فاستجاب له من شاء الله من أحداث الرجال ، وضعفاء الناس ، حتى كثر من آمن به ، وكفار قريش منكرين لما يقول يقولون إذا مر عليهم في مجالسهم فيشيرون إليه : إن غلام بني عبد المطلب هذا ليكلم زعموا من السماء . وفي البداية والنهاية لابن كثير نرى أن جمعاً من قبيلة كنانة ادعو انه ينتسب لهم، وهذا ما يطعن في نسبه اكثر، بالإضافة إلى سخطه وغضبه حينما سمع بالأمر: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ ببغداد حدثنا أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار حدثنا أبو جعفر أحمد بن موسى بن سعيد إملاء سنة ست وتسعين ومائتين حدثنا أبو جعفر محمد بن أبان القلانسي حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس ، وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه وأنه منهم فقال : إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب ليأمنا بذلك ، وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال : وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا محمد بن عبد الله [ ص: 362 ] بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا.