Reasons To Believe by Ben Fama Jr.

Reasons To Believe by Ben Fama Jr.

أسباب الإيمان بقلم بن فاما جونيور

صدر الفيلم الوثائقي “أسباب الإيمان” في 11 سبتمبر 2017 والذي ننصح بـمشاهدته. يلخص الفيلم دراسةً مكثفةً في علم نفس الإيمان والتدين والمعتقدات غير العقلانية والضارة، حيث تم جمع خمسة خبراء لإجراء هذا التحليل لكيفية وسبب ميل الناس للإيمان بالخطر السخيف والصريح.

الخبراء الخمسة هم كالتالي:
1) الدكتور/ مايكل شيرمر، مؤسس مجلة Skeptic.
2) الدكتور/ كاليب لاك، أستاذ علم النفس بـجامعة وسط أوكلاهوما.
3) الدكتور/ تشاد وودرف، عالم الأعصاب الاجتماعي بـجامعة شمال أريزونا.
4) الدكتور/ بيتر بوغوسيان، أستاذ الفلسفة بـجامعة ولاية بورتلاند.
5) الدكتورة/ جينيفر ويتسون، أستاذة إدارة الأعمال بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

أوجز الضيوف كيف يتم استغلال الاحتياجات البشرية الأساسية من قبل بائعي الوهم، مثل الحاجة إلى القبول الاجتماعي، كما  يكشف الفيلم هؤلاء الباعة المتضاربون وأولئك الذين يحتاجون إلى الحفاظ على الوهم بأنفسهم لمصلحتهم ولفرد هيمنتهم بـاستخدام أدوات عديدة منها تلقين الأطفال وضغط الأقران ووعود السعادة الوهمية والخوف من المستقبل والموت والرهبة من أولئك الذين يجرؤون على استجواب الإنسان العادي؛ كلها تكتيكات يستخدمها دعاة وهم التفوق الزائف.

إنَّ المؤمنين لديهم انطباع بأن الإيمان ببساطة يجعلهم جيدين وأخيارًا. لذلك يتم التركيز بشكل خاص على قاعدة (هذا “ديني” إذًا هو “أخلاقي”). تم زرع وتغذية هذا الانطباع داخل نفسية الشعوب بـوجه عام، والمؤمنين بوجه خاص، من خلال بـمناشدات السلطة ودعاة الوهم بعناوين رنَّانة تدعي المعرفة وامتلاك الحقيقة التي لا يملكونها حقًا.

يكشف الفيلم حقيقة أنَّ الانحياز التأكيدي منتشر بين جموع المؤمنين؛ إذ يحاول المؤمنون العثور على دليل على الأشياء التي يؤمنون بها بالفعل بدلاً من المطالبة بالإثبات قبل الاعتقاد، يساهم دعاة الوهم في ترسيخ ذلك بـتكتيكات التلاعب الخارجي. لذلك يتعمق فريق من الخبراء في علم الأعصاب في بحث التجارب الدينية مثل إنشاء الأنماط ومثيرات الدوبامين والتفكير السحري والمخاوف من تخفيف الضغط الوهمي (الإيمان)، واكتشفوا كيف تؤدي تلك التجارب المريرة إلى عواقب ملموسة في العالم الحقيقي حيث يتعرض مجموعة من الناس الذي خاضوا وما زالوا يخوضون تلك التجارب لإصابات جسدية ونفسية خطيرة. لم تكن استنتاجات واكتشافات هؤلاء العلماء صادمة فقط، بل كانت حزينة ومؤسفة للإنسانية ككل عند كشفها عن ضحايا الوهم.

لقد صدر هذا الفيلم الوثائقي في وقت حرج للغاية، لأن السياسيين الثيوقراطيين (ذوي الخلفيات الدينية المتشددة) في الولايات المتحدة (وسائر دول العالم) يجروننا إلى عصور مظلمة جديدة. سيدمر هؤلاء السياسيون نظامنا التعليمي وأشياء أخرى، وهذا فقط لأنهم مؤمنون ويشعرون بأن لهم كامل الحق في فعل ما يعتقدون أن إلههم يريدهم أن يفعلوه. رغم إنه لا مكان في دستور علماني للمعتقدات الشخصية، وبالتأكيد ليس لهذه المعتقدات أن تقوض حقوق الإنسان.

لقد أعطانا الخبراء الأمل مع ذلك في هذا الفيلم الوثائقي، حيث يقدمون اقتراحات حول كيفية إشراك عموم الناس في فهم الأدوات التي يستغلها دعاة الوهم وكيفية تحدى المؤمنين دون إهانتهم أو تنفيرهم. سيكون هذا ضروريًا للتقدم كمجتمع وكدولة لإبعاد المؤمنين عن السخف والوهم نحو الصالح العام. من بين أهم تلك الإقتراحات هي وجوب تدريس التفكير النقدي منذ
الطفولة إذا أردنا أن نتقدم إلى ما وراء الهراء الخرافي والتركيز على الحقائق العلمية والمجردة من أي نظرة ما ورائية لا تمت للواقع بـصلة.

حان الوقت للاعتراف بالضرر الذي تسببه المعتقدات الدينية حتى تلك التي تبدو غير ضارة.

التدقيق اللغوي Rami H