فلتنظر أمامك وحولك قليلاً, ولتشاهد أسلوب الحياة الذي نعيشه ولتقارنه بأسلوب الحياة الذي كان سائداً قبل قرنين مثلاً. شاهد الضوء الذي ينير لك الليل, شاهد الجهاز الذي تستخدمه الأن, شاهد التلفاز, شاهد الراديو, الهاتف النقال, الإنترنت, الراديو..الخ فلتتذكر أيضاً جميع الألات والصناعات والأجهزة الكهربائية التي تملئ وتثري لنا حياتنا. هل تعلم أن الفضل في كل هذا يعود في معظمه لعالم واحد! عالم ولد في الفقر, عانى مما لم يعانيه غيره, إنه مايكل فاراداي إبن ضواحي لندن الفقيرة. إنه هو الفتى الكهربائي.
في هذه الحلقة من سلسلة وثائقيات الكون , يقدم لنا نيل تايسون قصة واحدٍ من أعظم العلماء في القرن التاسع عشر, مايكل فاراداي, وقصة مجموعة من الإكتشافات والإختراعات التي هزت وسطه وما زال صداها يتردد في حياتنا بقوة. لقد إستمر مايكل فاراداي في رحلته العلمية حتى بعد أن أصابه داء في عقله, بل الغريب أن أعظم إكتشافاته كانت وهو يعاني من هذا الداء.
قصة مايكل فارادي هي واحدة من أروع قصص تاريخ العلم التي حضيت البشرية بها, إنها قصة إختراع المحركات والمولدات ومعظم الألات التي تحيط بك. إنها قصة تأكيد الوحدة والتماثل بين قوى الطبيعة الأساسية. قصة المغناطيسية والكهرومغناطيسية. قصة حولت الكهربائية من أداة تسلية, إلى أكثر طاقة مستخدمة وأساسية في حياتنا.