في الحلقة التاسعة من سلسلة وثائقيات الكون المقدمة من نيل تايسون, يروي لنا تايسون قصة تعنينا أكثر من غيرها من القصص. فهي قصة تروي بطولات, أكثر بطولات من الممكن أن تفتخر بها, أعظم بطولات من الممكن أن تسمع بها. إنها قصة مهمة شاقة, مهمة النجاة في كوكب الأرض. ذلك الكوكب الذي لا نرى فيه اليوم إلا موطناً لنا, لم يكن دائماً هكذا, ففي بعض من عصوره كانت المواد الأكثر أساسية للحياة هي الأكثر سمية. وفي عصور أخرى, كانت الكائنات الأكثر طغياناً اليوم, هي الأكثر ضعفاً.

دعونا نذهب في سفينة الخيال خاصة نيل تايسون في رحلة عبر الزمان, رحلة نقصد بها المراحل الأولى لكوكب الأرض, في وقت لم تكن فيه الأرض هكذا بتاتاً. بالطبع, لن تشاهد أياً من المباني والمظاهر العمرانية في ذلك الوقت, ولكنك لن تشاهد أيضاً أي من الكائنات الحية المألوفة اليوم, وأكثر من هذا, لن تشاهد أياً من القارات التي إعتدت على دراستها. يمكنك القول أنه كوكب مختلف, عالم مختلف, وعوالم أخرى تقبع في داخله.

يروي لنا تايسون قصة أكبر نصر حظينا به, كيف لهذا الكوكب أن يكون لنا طغيان على موارده وعليه, وكيف أمكننا أن نثور على الأنواع الحية الأخرى التي كان الكوكب ملكها يوماً ما. ولكن كما تقول القاعدة “كل شيء متغير” فهل سيتغير وضعنا؟ هل سنخسر سيادتنا على هذا الكوكب؟

بعيداً عن الإفتراضات الغير مؤكدة, بعيداً عن خوارق الطبيعة, يبدو أننا نكتب مستقبل الكوكب للسنين القادمة, ولكن ماذا لو كنا نكتب خطة لإنهاء هذه السيادة التي نحظى بها؟ ماذا لو كنا نكتب خطة من شأنها ان تنهي النصر الذي حققه أسلافنا؟